١٣‏/٠٨‏/٢٠٢٢، ٨:٣٣ م

وزير الخارجية والمغتربين الأسبق لـ"مهر":

العدو الاسرائيلي مُراوغ مُماطل يُراهن على الوقت/ علينا أن لا نرهن النفط والغاز بالأزمة التي نعيشها

العدو الاسرائيلي مُراوغ مُماطل يُراهن على الوقت/ علينا أن لا نرهن النفط والغاز بالأزمة التي نعيشها

اعتبر وزير الخارجية اللبناني الأسبق، عدنان منصور، أنهعلينا ان لا نرهن النفط والغاز بالازمة التي نعيشها، المنظومة السياسية هي التي ادت الى افلاس البلد، المنظومة السياسية هي التي تتحمل الاخطاء الفادحة نتيجة ضلوعها بالفساد.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: يُجمع الكثيرون ان الموقف البناني تجاه مسالة ترسيم الحدود موقف موحد من الحكومة البنانية والجيش والمقاومة اساسه عدم التنازل عن الحقوق والثروات والسيادة اللبنانية.

وتشير التقارير الى أن هناك حدثين هما الذين رتبوا لزيارة هوكشتاين التي اتت تحت ضغط الوقائع وليس ضمن المسار التي تسير فيه حركة اموس، حيث انه ليس سراً ان حركة اموس كانت قد وصلت لطريق مسدود بزيارته الاخيرة، والتي استند فيها الرد اللبناني الرسمي الى الاجتماع الثلاثي الذي عقد في القصر الجمهوري في الثامن عشر من شهر اذار هذا العام والذي لازال هذا اللقاء يشكل المرتكز الاساسي للموقف الموحد الذي سيسمعه اموس هوكشتاين من رئيس الجمهورية اللبنانية.

وبطبيعة الحال ستكون المرحلة السياسية القادمة هي مرحلة تثبيت القوى لخياراتها وفعاليتها بعد الإنتخابات النيابية المحلية، وفي ضوء تطور الأوضاع الإقليمية والدولية، والتداخل، والتعقيد هو سمة المرحلة المقبلة؛ لأن مواجهة التسلط والهيمنة الأمريكية هي مواجهة محلية وإقليمية ودولية.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع وزير الخارجية اللبناني السابق الدكتور "عدنان منصور"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** سرت موجة من التفاؤل حول تطورات الوضع في ما يخص الترسيم البحري واظهار الحقوق المشروعة للبنان في ثروته المائية، بعد زيارة اموس هوكشتاين... هل تجدون مبررات كافية لهذا التفاؤل أم ان علينا الانتظار والحذر خوفا من الالغام الصهيونية الاميركية؟

تصوري التفاؤل مفرط حتى الان... اذا كان الجانب اللبناني يعول على التفاؤل في ترسيم الحدود، حتى الان لم تعط "اسرائيل" الجواب الكافي فيما يتعلق بحقوق لبنان بمنطقته الاقتصادية، العدو "الاسرائيلي" يماطل يراوغ، نريد ان نعرف لبنان ماذا سيقدمه لبنان وهو الذي له حقوق في المنطقة الاقتصادية... ولكن هل الجانب الاسرائيلي بعد زيارة هوكشتاين الى لبنان، هل زود هوكشتاين بالرد الكافي الذي يعطي الحقوق للبنان؛ لا اتصور ذلك.

المسألة بحاجة الى وقت، والعدو الاسرائيلي مراوغ مماطل يراهن على الوقت، يريد ان يجد ثغرة في الداخل اللبناني، اذا كان هناك في الوقت الحاضر توافق حول الترسيم، يمكن لاسرائيل ان تقدم مقترحا يخلق في الداخل اللبناني بين الفئات السياسية بين من هو مع ومن هو ضد، لذلك لا اتصور ان موجة التفاؤل في مكانها حتى اللحظة، علينا ان ننتظر ما سيقدمه العدو الإسرائيلي في لبنان لنبني على الشيء مقتضاه.

الموقف الاميركي الداعم لاسرائيل هو الذي يجعل من هذه الاخيرة ان تزيد عنجهيتها وغطرستها، لذلك لا بد من موقف أميركي ايجابي، اي غير منحاز لاسرائيل، اي موقف اميركي محايد، خاصة ان الولايات المتحدة تعلم تماما حقوق لبنان في منطقته الاقتصادية الحصرية بما لديها من خبرات، وبما لديها من فنيين، ومن شركات عاملة في مجال ترسيم الحدود البحرية.

اذن طالما هناك دعم اميركي لاسرائيل في كل ما يتخذه العدو تجاه لبنان وغير لبنان، نجد ان المجال لايجاد حل يكون صعبا، المسألة اليوم لا تتحمل الانتظار، هناك حقوق لبنانيه على "اسرائيل" ان تقر بها، وايضا على الجانب الاميركي ان يضغط على اسرائيل ويقنعها بما للبنان من حقوق في هذا المجال، والا ستبقى الابواب مشرعة امام احتمالات عسكرية امام احتمالات الحرب.

** ما هي المكاسب التي ضمنها لبنان حتى الان على صعيد حقوقه في مياهه الاقليمية؟ وهل بات اللبنانيون يعتقدون ان هذه الثروة هي مفتاح الحلول للازمة المالية والاقتصادية وليس قروض البنك الدولي؟

حتى الان لا نستطيع ان نتحدث عن مكاسب ضمنها لبنان على اعتبار ان المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لم تنته، وكما قلت ان هذه المفاوضات ستستغرق وقتا بسبب مماطلة "اسرائيل"، ولا تريد ان تعطي لبنان حقوقه في منطقته الاقتصادية، لكن فيما يتعلق بحلول الازمة المالية والاقتصادية علينا ان نعرف ان الازمات الحالية النقدية والمالية ليس مرتبطة بمسألة الغاز والنفط، هناك فساد في الداخل اللبناني، هناك سياسات خاطئة ادت الى هذه الازمات، لذلك عندما يذهب اليوم لبنان الى البنك الدولي على اعتبار انه بحاجة الى القروض، ولكن مفتاح الحلول لن يكون عبر تصدير النفط والغاز، لانه يحتاج الى عدة سنوات بالاكتشاف والتنقيب...

علينا ان لا نرهن النفط والغاز بالازمة التي نعيشها... المنظومة السياسية هي التي ادت الى افلاس البلد، المنظومة السياسية هي التي تتحمل الاخطاء الفادحة نتيجة ضلوعها بالفساد، ولكن اذا استمرت هذه المنظومة مستقبلا فمن نهب ثروات البلد وسرق ودائع شعبه، يستطيع فيما بعد ان يستمر في هذه السياسة فيما لو اصبح لبنان مصدرا للنفط وللغاز... اذن نحن بحاجة الى سياسة مالية اقتصادية سليمة تعالج المسألة في الوقت الحاضر، والقروض عن طريق البنك الدولي ليست كافية، ما الذي سيقدمه البنك الدولي غير ثلاث او اربع مليارات دولار وهذا امر غير كافي...

هناك بالنسبة للبنان توجهات اخرى يستطيع الاستغناء عن الصندوق الدولي، هناك دول على استعداد ان تقدم قروض دون قيد او شرط، على استعداد ان تقدم مساعدات وان تساهم مباشرة في بناء البنى التحتية، وايضا بناء المؤسسات على مختلف أنواعها، اذن لماذا نحن نرهن انفسنا بصندوق النقد الدولي؟...

علينا ان نميز بين الازمة الحقيقية التي يعيشها لبنان، وما يمكن للبنان ان ينتج فيما بعد من ثروات، ولكن ان نقول من الآن انه مفتاح الحل فهذا امر مرفوض، مفتاح الحل للازمات السياسية والاقتصادية هي بالسياسات السليمة، بالشفافية، وبنزاهة المسؤولين الذين يديرون هذا البلد.

** اللافت في جولة المحادثات الاخيرة مع الوسيط الاميركي ان الموقف اللبناني بدا موحدا... فإلى اي حد هو كذلك فعلا، وهل ترى انه لعب دورا في فرض الموقف اللبناني وعدم الافساح بالمجال للعب على الخلافات الداخلية؟

هناك توافق بين السلطات حول مسألة الترسيم، وهذا الموقف الموحد نُقل لهوكشتاين، هذا الموقف اللبناني لا يفرض فرضا، انما علينا ان ننتظر التجاوب، تجاوب "اسرائيل" حول ما يطرحه لبنان، وايضا على هوكشتاين ان يقوم بدور فعال، ان يعطي للبنان حقوقه، وان يساعد في ذلك، لان الوسيط عليه ان لا يكون سلبيا بل عليه ان يكون إيجابياً، والولايات المتحدة تعلم جيدا مدى حقوق لبنان في منطقته الاقتصادية الحصرية...

اذن عندما يكون الوسيط سلبيا لا يستطيع ان يقدم شيئا يصبح كصندوق بريد، يتلقى الرد اللبناني ثم يتلقى الجواب "الاسرائيلي"، اذن نحن اليوم امام حقيقة وهي ان للبنان حقوقه، الموقف السياسي اللبناني حتى الان موحد، ولكن اخشى ان يطرح العدو الاسرائيلي مشروعا يسبب خلافات في الداخل اللبناني، حتى يخلق شرخا داخل الصف اللبناني، وبذلك يستطيع ان ينجو بنفسه، تماما كما يحصل بفلسطين المحتلة بين غزة والضفة الغربية، هذا الانقسام الحاصل بينهما يصب في خدمة "اسرائيل"، ولذلك هي لا يهمها ان تتوحد الجبهة الداخلية الفلسطينية.

** المقاومة تحركت بشكل مميز على صعيد هذا الملف في الاونة الاخيرة... سواء عبر التحرك الميداني العسكري او السقوف والمعادلات التي وضعها سيد المقاومة سماحة السيد نصرالله... ولكن ذلك كان محل جدل حول تأثير المقاومة على الموقف سلبا ام ايجابا... كيف تقيمون الموقف؟

المقاومة في الاونة الاخيرة تحركت لتثبت لاسرائيل بأنها معنية بما يحصل بالمنطقة الاقتصادية وبالترسيم، ولكن المقاومة تريد ان تقف وراء الدولة، وقد سبق وعبر سماحة السيد منذ اشهر ان ما ترسمه الدولة نحن وراءها، وهنا كان على الحكومة اللبنانية ان تتسلح بهذه القوة، لان المفاوض عندما يكون قويا وعندما يستند لعامل القوة يعزز من موقفه تجاه العدو الا سرائيلي، لذلك المقاومة تعتمد بالدرجة الاولى على موقف لبناني موحد، وايضا على موقف لبناني ايجابي...

على الدولة اللبنانية ان تتمسك بحقوقها كاملة، والمقاومة بجانب هذه الدولة... لكن هذا الموقف اذا ما تعرض لاهتزاز بين المقاومة والحكومة هذا يضعف الاخيرة، ولا يقوي مطالبها تجاه العدو الاسرائيلي... عندما قامت المقاومة بتسيير المسيرات وجدنا كيف كان رد الحكومة اللبنانية بأن هذا ليس موقف الدولة اللبنانية، وكأنها حيدت نفسها، وهذا يضعف موقف الدولة اللبنانية، وكأنها تقول للعالم ما تقوم به المقاومة انا لست معنية به، وبإمكانكم في المستقبل ان تفعلوا ما تشاؤون، اذن لا بد من تنسيق دقيق وقوي بين الدول والمقاومة.

** الاعلام الاسرائ يلي وصف الوضع بانه هزيم ة ساحقة للك يان وانتصار جديد لحز ب الل ه يعادل انت صار تموز!!! هل الامر الى هذا الحد من حيث تأثيره الاستراتيجي في داخل الكيان وفي العلاقات الاقليمية؟ ولماذا يشعر المستوطنون بمرارة ما وصلوا اليه؟

علينا ان لا نأخذ كثيرا بالاعلام "الاسرائيلي" لان هناك خلافات داخلية بين الاطراف السياسية المختلفة في الكيان، والكل يريد ان يوجه اتهامات للآخر، ويريد ان يثبت ان الآخر يفشل بإدارته وبمهامه، العدو "الاسرائيلي" لا يمكن ان يتحدث عن نفسه كدولة رسمية ان تقول انها هزمت او تعرضت لهزيمة ساحقة، الان الوضع يتعرض لتجاذب كبير ما بين المقاومة والعدو الاسرائيلي...

اذن بمقدار ما يكون الموقف اللبناني موقفا قويا يستند الى عامل القوة وهو المقاومة، نستطيع عندئذ ان نتحدث عن انتصار للدولة اللبنانية بمقاومتها، بأن تحقق ما تحققه... ولكن طالما حتى الان العدو الاسرائيلي متمسك بمطالبه، وشهيته كبيرة على الثروات اللبنانية، لا نستطيع ان نقول ان هناك انتصار او هزيمة، علينا ان ننتظر حتى نهاية المطاف لنرى ما الذي تريده "اسرائيل" وما الذي يريده "لبنان"، عندئذ عندما يقرر لبنان ويحدد موقفه سيجد بجانبه مقاومة قوية تدافع عن ثرواته، وعن ارضه وسيادته.

** رغم كل مؤشرات الخوف "الاسرائيلي" والتراجع امام التحدي الذي اعلنته المقاومة يبقى احتمال الحرب واردا... فكيف ترى المشهد على هذا الصعيد؟ وهل يمكن القول ان لبنان اقترب من نقطة الخروج من ازمته وكسر قبضة الحصار الاميركي الصهيوني؟

الاحتمالات دائما موجودة، سيما احتمال المواجهة، خاصة عندما يتعلق الموضوع بأمر حيوي، بالثروات الوطنية للبنانية، على اعتبار ان هذه الثروات ملك للأجيال القادمة، ولا يمكن بأي حال من الاحوال التفريط بها...

نحن اليوم امام تحدي، ومواجهة للعدو الاسرائيلي، لدينا مطالب، لبنان يريد ان ينفذ ما يراه مناسبا بإستثمار موارده البحرية، ولكن ما هو موقف "اسرائيل"؟ اذا كان الموقف "الاسرائيلي" موقف متعنت رافض للبنان، ويمنعه من استثمار ثرواته، اتصور عندئذ كل الاحتمالات واردة، احتمالات الحرب تصبح واردة، كما احتمالات السلام تصبح واردة، فيما لو أذعن العدو الاسرائيلي لحقوق لبنان وقبل ما يطالب به لبنان من حقوق شرعية تتعلق به وبثرواته.

/انتهى/

رمز الخبر 1925887

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha